اللغة والادب يتألف كتاب رحلات جلفر من أربع رحلات جلفر من أربع رحلات. لكن معظم المترجمين العرب لم يقدموا للقراء سوى ترجمات مبسطة ومنقحة أو مهذبة ومختصرة للرحلة الأولى فقط أو للرحلة الثانية فقط أو للرحلتين الأولى والثانية معاً، وأهملوا بشكل عام الرحلتين الثالثة والرابعة. وقد أدى هذا إلى نشوء مفهوم خاطئ فحواه أن هذا الكتاب ليس سوى قصة خيالية مسلية عن إنسان عادي يعيش مع الأقزام تارة ومع العمالقة تارة أخرى، ويتعرض في الحالتين لأحداث مضحكة، وأنه يخاطب الصغار من القراء دون الكبار.
والترجمة التي يحتويها هذا الكتاب لرحلات جلفر، تصحيح المفهوم الخاطئ وتعطي صورةً صحيحة وأمينةً عن الحالات الأربع في الكتاب، وتؤكد أنه يخاطب القراء من جميع الأعمال والأعمال. وبالعودة لموضوع هذه الرحلات الرئيسي نجد أنه في محاولة للإجابة على السؤال التالي: ما هو الإنسان؟ الأديان والفلسفات تقدم إجابات متعددة منها أن الإنسان "حيوان ناطق" أو "حيوان اجتماعي" أو "حيوان عاقل".
أما السؤال الثاني التي تجيب عليه هذه الرحلات فيتعلق بطبيعة الإنسان الفطرية: هل الإنسان بفطرته شرير أو خير؟ معظم المعلومات التي يكتسبها جلفر من خبراته ومشاهداته تؤيد القول بالفطرة الشريرة وتنفي القول بالفطرة الخيرة إلا في حالات نادرة مثل حالة القبطان الإسباني "دون بيدرو" في الفصل الحادي عشر من الرحلة الرابعة، ومثل ملك بروبدنجناج في الرحلة الثانية