اللغة والادب "تمنى أن يكتب كل شيء. نعم لماذا لا تكتب وتقول؟ لأنك لم تعد أنت؟ ولأن النهر لم يعد النهر؟ وشعر بالحزن وهو يقول نعم. لأنك لم تعد أنت. وليس نهرك ما ترى، ذلك المطروح مثل ماء الغسيل. تعاف اليوم أن تروي القلب، وتبل منه الريق. يرضيك ما في فمك من ملح الدموع، وطعم الخمر والعطش. وانتبه (يوسف النجار) على صوت انفجار بعيد...".
هكذا يكتب إبراهيم أصلان كتاباً عن النهر، والأولاد، والغاضبين وهم يأخذون بثأرهم من فاترينات العرض وأشجار الطريق وإعلانات البضائع والأفلام... ويكتب عن عمران عن كل الناس، عن دنيا السهر والدخان وأشجار الليل والعفاريت الصغيرة، شيوخ امبابة، دنيا الزقاق والملاءات السود... يكبت إمبابة السيدة الحزينة الفاجرة.
وعندما تجذبها تتدلى فى طرف الخيط من فمها الدقيق وهى ما زالت توالى رعشتها التى تحسها فى مقبض البوصة وتسمعها كانها طنين خفيف مبلل بالماء ثم يسكن جسدها الفضى الرقيق الممشوق وتضوى فى الشمس خفيفة لا وزن لها فى راحة اليد المفتوحة يختلج ذيلها الخفيف المخضب بلون الدم. يوسف النجار فكر أن سمكة الراى بنت مثل كل البنات وترك الزجاجة الفارغة تتدحرج تتدحرج الى الماء وتمنى ان يكتب كل شئ .نعم. لماذا لا تكتب وتقول؟ لانك لم تعد انت ؟ ولان النهر لم يعد هو النهر؟ وشعر بالحزن وهو يقول نعم.لانك لم تعد انت. وليس نهرك ما ترى .ذلك المطروح مثل ماء الغسيل. تعاف الآن أن تروى القلب وتبل منه الريق. يرضيك ما فى فمك من ملح الدموع ،وطعم الخمر، والعطش