eilm alnafs إن تعامل الإنسان مع نفسه يوازي أهمية تعامله مع الآخر، بل ترانا مدفوعين إلى القول، وهذا رأي علم النفس، قديماً وحديثاً، أن نجاح الإنسان الأول شرط لنجاحه في الثاني. فليس مجدياً الهرب من الحقيقة، ولا تجنبها، بل الأجدى والأنفع أن نجابهها لنعرف كيف نتعامل معها، وكيف نخضعها لإرادتنا، فلا نكون بالتالي، انطوائيين نهرب وننكفئ كي لا يضعفنا الواقع.
من هنا كانت صرخة أرسطو: "أيها الإنسان اعرف نفسك"، وعلى هذا قامت الحكمة والفلسفة الإنسانية. من معرفة الإنسان نفسه، تنطلق كل الطروحات ويكتسب الإنسان الثقة التي هو بأمس الحاجة إليها لدى خوضه معمعة الحياة.
وهذا الكتاب يأتي لتعليم الإنسان كيف يكتسب ثقته بنفسه، وكيف يعالج أموره، وكيف يجابه واقعه، وكيف يتحاور مع نفسه ليقي نفسه العثرات والزلل. فهذا الكتاب هو طريق للتخلص من الشعور بالذنب، وسيجد فيه القارئ سبيل لملاقاة الفرح وعناق السعادة، ونشدان الراحة الذاتية.