تُعد مقدمة ابن خلدون، التي غالبًا ما تُعتبر نصًا تأسيسيًا في العديد من التخصصات، عملاً ضخمًا للموسوعي العربي في القرن الرابع عشر. إنها بمثابة مقدمة شاملة لعمله الأكبر في التاريخ العالمي، وتقدم تحليلاً عميقًا لصعود وسقوط الحضارات. يقدم ابن خلدون مفاهيم رائدة في علم الاجتماع والاقتصاد والعلوم السياسية، مستكشفًا الطبيعة الدورية للسلطة، ودور التماسك الاجتماعي ('العصبية')، وتأثير الجغرافيا والمناخ على المجتمعات. تقدم هذه التحفة رؤى لا مثيل لها في التطور المجتمعي البشري، مما يجعلها قراءة لا غنى عنها لأي مهتم بالتاريخ والنظرية الاجتماعية والأسس الفلسفية للحضارة الإنسانية. يمتد تأثيرها إلى ما هو أبعد من عصرها، ويتجلى صداها في الأبحاث الحديثة.