alfalsafa يرى المؤلف أن التطور الثقافي، وبالتالي الإجتماعي، للإسلام قد انطبع وتشوّه بفعل خطأين مترابطين، أولهما ارتكبه أولئك الذين فشلوا في الإعتراف بالفارق بين المبادىء العامة والأجوبة المحددة عن الأوضاع التاريخية والعملية الخاصة. والحال أن هذا الجمود هو الذي أدى إلى الخطأ الكبير الثاني، الخطأ الذي ارتكبه العلمانيون. فالدوغمائيون، عبر تدريسهم القرآن وتفسيرهم إياه بطريقتهم، خلقوا وضعية وجدت فيها المجتمعات الإسلامية نفسها مجبرة على سلوك أحد خيارين كلّ منهما أشد إيلاماً من الآخر: إما أن تتخلى عن الإسلام القرآني، أو أن تدير ظهرها للعالم الحديث.
يقدم المؤلف في هذا الكتاب مسودة طموحة للوصول إلى تبديل في التقاليد الثقافية للإسلام. ففي مواجهة الأصوات التي تنادي بالعودة إلى الإسلام أو بإعادة الشريعة، يطرح الكاتب سؤالاً هادئاً وجريئاً: أي إسلام، وما هو الإسلام؟ ثم وبشكل أهم: كيف يمكن الوصول إلى إسلام "نمطي"؟
يرى المؤلف أنه إذا كان الإسلام يريد أن يكون ما يزعم المسلمون أنه كائن عليه، فإن على الباحثين المسلمين أن يعيدوا تقييم منهجياتهم وتأويلاتهم.
فضل الرحمن (1919-1988) مفكر إسلامي باكستاني، ترك بعد وفاته تراثاً لا يزال متداولاً بالبحث والتحليل في أغلب الجامعات الغربية والمنتديات الثقافية العالمية