يُعتبر العمل الرائد لباروخ اسبينوزا، 'رسالة في اللاهوت والسياسة' (Tractatus Theologico-Politicus)، الذي نُشر دون الكشف عن هوية المؤلف في عام 1670، دفاعًا جريئًا عن حرية الفكر والتعبير. في هذه التحفة الفلسفية، يفحص اسبينوزا بشكل نقدي العلاقة بين الدين والدولة، داعيًا إلى سلطة سياسية علمانية تضمن الحريات الفردية. يجادل بأن الغرض الحقيقي للدولة هو تعزيز السلام والأمن، مما يسمح للمواطنين بالسعي وراء الحقيقة من خلال العقل، بدلاً من التمسك بالمعتقدات الخرافية أو العقائد التي تفرضها المؤسسات الدينية. تقدم الرسالة حجة عميقة للحكم الديمقراطي والفصل بين الكنيسة والدولة، مما يجعلها نصًا تأسيسيًا للفلسفة السياسية الحديثة ونداءً دائمًا للحرية الفكرية.