في رواية نجيب محفوظ البارعة "الجريمة"، يرتكب رجل عملاً من أعمال العنف التي لا معنى لها، مما يدفعه إلى هاوية نفسية عميقة. لا تدور القصة حول غموض الجريمة نفسها، بل حول العذاب الداخلي للبطل وهو يصارع الشعور الساحق بالذنب والعزلة وعبثية وجوده. يحلل محفوظ ببراعة الأسئلة الفلسفية والوجودية المعقدة التي تنشأ عن هذا الفعل الوحيد الذي لا رجعة فيه، مستكشفاً طبيعة المسؤولية البشرية والبحث اليائس عن المعنى في عالم يبدو غالباً خالياً منه. إنها دراسة قوية ومقلقة للضمير الإنساني.