تعتبر رواية 'مالون يموت' لصامويل بيكيت عملاً أساسياً في الأدب العبثي، وهي الرواية الثانية في ثلاثيته الشهيرة التي تضم 'مولوي' و'اللامسمى'. صدرت عام 1951، وتتعمق في وعي رجل عجوز طريح الفراش، مالون، وهو يسرد ذكرياته وملاحظاته المجزأة بينما ينتظر موته المحتوم. يوظف بيكيت ببراعة نثراً كئيباً وبسيطاً لاستكشاف مواضيع الهوية والذاكرة والانحطاط وعبثية الوجود الإنساني. الرواية تأمل عميق في عملية الموت، جسدياً وذهنياً، وتقدم صورة قاسية ولكنها مقنعة للحالة الإنسانية في أضعف حالاتها. إنها تتحدى هياكل السرد التقليدية، وتدعو القراء إلى مشهد نفسي فريد لا يُنسى.