تُعتبر رواية 'بطرسبورغ' لأندريه بيلي عملًا رائدًا، وغالبًا ما تُصنف كحجر زاوية في الرمزية الروسية وإحدى أكثر الأعمال ابتكارًا في القرن العشرين. تدور أحداث القصة في الخلفية المضطربة لثورة روسيا عام 1905، وتتكشف في مدينة بطرسبورغ المتاهية، التي تُجسدها الرواية ككيان حي. يكمن في جوهرها العلاقة المتوترة بين سيناتور وابنه الثوري، الذي يتورط في مؤامرة عدمية لتفجير والده. يستخدم بيلي ببراعة نثرًا معقدًا، ورمزية متشابكة، وهيكلًا سرديًا ديناميكيًا للخوض في مواضيع الهوية، والمصير، والفوضى النفسية لمجتمع على وشك الانهيار. إن جو الرواية الحالم وتساؤلاتها الفلسفية العميقة يجعلها قراءة صعبة ولكنها مجزية للغاية، مما يرسخ مكانتها كتحفة أدبية.