في كتاب 'الصهيونية والحضارة الغربية'، يقدم عبد الوهاب المسيري فحصًا عميقًا ونقديًا للصهيونية، متجاوزًا التفسيرات الدينية أو العرقية المبسطة. يحلل بدقة كيف أن الصهيونية ليست مجرد حركة سياسية بل هي تجلٍ مميز للفكر الغربي الحديث، متشابكة بعمق مع تياراته العلمانية والتنويرية والتاريخية الوضعية. يجادل المسيري بأن الصهيونية، في تطورها التاريخي، عكست نماذج بناء الدولة القومية والاستعمار والقومية العلمانية الغربية، غالبًا على حساب القيم اليهودية التقليدية. يتحدى هذا العمل الرائد الفهم التقليدي، ويكشف عن الجذور العميقة للصهيونية داخل نسيج الحداثة الغربية ومناظرها الفكرية، مقدمًا تحليلًا لا غنى عنه لفهم الديناميكيات الجيوسياسية المعاصرة وطبيعة العلمانية.