تُعد رواية "المرايا" لنجيب محفوظ عملاً روائياً غير تقليدي وعميق الرؤى يبتعد عن أسلوبه السردي المعتاد. فبدلاً من حبكة واحدة متصلة، يقدم الكتاب سلسلة من أكثر من خمسين لقطة مترابطة، كل منها انعكاس موجز ومكتفٍ بذاته لشخصية أو موقف مختلف. من خلال هذه 'المرايا' المتنوعة، يجسد محفوظ ببراعة النسيج المتعدد الأوجه للمجتمع المصري، متعمقاً في طبقاته الاجتماعية، وتياراته السياسية، والنفسيات المعقدة لسكانه. تعمل الرواية كصورة جماعية عميقة، تقدم ملاحظات مؤثرة حول الطبيعة البشرية، والطموح، وخيبة الأمل، ومرور الزمن الحتمي، كل ذلك من خلال عدسة مراقب دقيق.