يُعد العمل المحوري لجوليان بيندا، 'خيانة المثقفين'، الذي نُشر عام 1927، نقدًا عميقًا ودائمًا لتخلي المثقف الحديث المزعوم عن القيم العالمية لصالح الأيديولوجيات السياسية أو القومية أو الطبقية. يجادل بيندا بأن المثقفين الحقيقيين، أو 'الكهنة'، وقفوا تاريخيًا بمعزل عن الهموم الدنيوية، متمسكين بالحقيقة والعدالة. ومع ذلك، ومع صعود الحركات السياسية العاطفية، خان العديد من المثقفين هذا النداء، وانحدروا إلى الخطاب الحزبي وضحوا بحكمهم النقدي المنفصل. هذا الكتاب بمثابة تحذير قوي ضد مخاطر أن يصبح الانخراط الفكري خاضعًا للسلطة الزمنية أو الولاءات الجماعية، داعيًا إلى العودة إلى المبادئ الأخلاقية والعقلانية الموضوعية.